أم زفر- امرأة من أهل الجنة

قال ابن عباس لعطاء: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فقال عطاء: بلي. قال ابن عباس: هذه المرأة السوداء، أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إنى أُصْرَع وإنى أتكشَّف فادع اللَّه لي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ”إن شئتِ صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت اللَّه أن يعافيك” فقالت: أصْبِر، وقالت: إنى أتكشَّف، فادع اللَّه لى ألا أتكشَّف، فدعا لها النبي صلى الله عليه وسلم [متفق عليه]، فحقق الله رجاءها، فكانت نوبة الصرع لا تنتابها إلا وهى نائمة متمكنة، فلا تتكشَّف.

إنها الصحابية الجليلة سُعَيْرَة الأسدية، من الحبشة، عرفت بأم زُفَر -رضى الله عنها-. كانت ترعى حق اللَّه فى نفسها، وتحرص على تعاليم دينها، ومع أنها كانت مريضة بالصرع فإنها لم تيأس أبدًا من رحمة اللَّه -سبحانه-، فهى تصبر على ما أصابها وتعلم أن ذلك من عزم الأمور، وأنه ما من شيء يُبْتَلى به المؤمن الصابر إلا كان فى ميزان حسناته يوم القيامة، وفى ابتلاء اللَّه للإنسان حكمة عظيمة يريد اللَّه بها تنقيته من الذنوب.

لذا آثرت الآخرة على الدنيا؛ لأن ما عند اللَّه خير وأبقي، حين خُـيِّرت بين الدعاء لها بالشفاء وبين الجنة؛ فاختارت الجنة، ولكنها طلبت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تتكشف؛ لأنها ربيت فى مدرسة العفة والطهارة؛ مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم، وراعت حق اللَّه -تبارك وتعالي- حين قال: ( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) [النور: 31]. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثنى عليها، فرضى الله عنها وأرضاها.

About salafartikel

bismillah

Posted on Oktober 27, 2013, in Kisah dan Ibroh and tagged , . Bookmark the permalink. Tinggalkan komentar.

Tinggalkan komentar